ملخص

حياتنا هي دوامة من التيارات العاتية نخوض فيها مجموعة من التحديات والمواجهات التي تشكّل شخصيتنا وتصقلها. ومنا من تجعله هذه التحديات أقوى وأكثر قدرة على التحمل ومنا من تترك في نفسه جرحًا يتطلب التئامه الحصول على الدعم والمساعدة ليتمكن من العيش بسعادة وطمأنينة متحررًا من كافة مشاعر الكآبة أو الاضطراب. ولهذا، لطالما تم التركيز في المجال الطبي على سلامة الصحة النفسية والعقلية وأهمية الحفاظ عليها وعلاج الأمراض المنوطة بها عبر الاستعانة بمجموعة متنوعة من الأساليب والمنهجيات التي يزداد عددها يومًا بعد يوم. ومن الأمثلة على هذه الأساليب، العلاج بالدراما الذي يعدّ من الطرق المبتكرة لمساعدة المرضى على استكشاف مشاعرهم في أجواء وبيئات مريحة تشعرهم بالأمان ويجسّدون فيها مشاكلهم عبر تمثيليات لأحداث عاشوها في حياتهم الواقعية، كوسيلة لمواجهة هذه المشاكل والتغلّب على المخاوف الناجمة عنها. وتركز مجلة العلاج بالدراما في إصدارها السادس على هذا الأسلوب العلاجي وتتعمّق بجميع جوانبه وتفاصيله في عددين ثريّين بالمنشورات الزاخرة بالمعلومات الهامة. فتشمل موضوعات العدد الأول الجوانب الإيجابية والسلبية للتدخلات الرقمية في العلاج بالدراما، وتجارب العام الأول لأول برنامج تدريبي للعلاج بالدراما في جامعة ليزلي، ومشروع الرسوم المتحركة العلاجي الذي يهدف لتطوير القوى العاملة من خلال مساعدة الشباب على اكتساب المهارات التقنية وتنمية المهارات المهنية، وكيفية تغير ظاهرة الوجود في العلاقة العلاجية خلال المشاركة في العلاج عبر الإنترنت بدلًا من العلاج الشخصي بالإضافة إلى مراجعات الكتب وتقرير صادر عن وفد العلاج بالدراما إلى مؤتمر الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. أما العدد الثاني فيشمل قصائد شعرية إلى جانب عدّة موضوعات شيقة مثل تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والممارسات التي يتبناها المعالجون بالدراما والتي يطلق عليها اسم التحولات التنموية، والمسرح التفاعلي وتأثيره على المراهقين وإمكانية تطويره لسلوكياتهم الاجتماعية السليمة، وقضية تفوّق العرق الأبيض ووحشية الشرطة والصدمات الموجودة في مجتمعات السود والسكان الأصليين.